محمد نجيب في كتاب "كنت رئيسا لمصر " يصف الوضع في مصر سنة 54 كأن التاريخ يعيد نفسه .. "مشاعري معهم .. مع الإخوان .. رغم أنهم تخلوا عني و عن الديموقراطية و رفضوا أن يقفوا في وجه عبد الناصر إبان أزمة مارس , بل وقفوا معه و ساندوه , بعد أن اعتقدوا خطأ أنهم سيصبحون حزب الثورة , و أنهم سيضحكون على عبد الناصر و يطوونه تحتهم . فإذا بعبد الناصر يستغلهم في ضربي و في ضرب الديموقراطية و في تحقيقي شعبية له , بعد حادث المنشبة . إن الإخوان لم يدركوا حقيقة أولية هي إذا ما خرج الجيش من ثكاناته فإنه حتما سيطيح بكل القوى السياسية و المدنية , ليصبح هو القوة الوحيدة في البلد , و أنه لا يفرق في هذه الحالة بين وفدي و سعدي و لا بين إخواني و شيوعي , وأن كل قوة سياسية عليها أن تلعب دورها مع القيادة العسكرية ثم يقضى عليها .. لكن .. لا الإخوان عرفوا هذا الدرس و لا غيرهم استوعبه .. و دفع الجميع الثمن
|